تعتبر برامج الإقامة عن طريق الاستثمار بمثابة مسار لحصول المستثمرين الأجانب على التأشيرة الذهبية والإقامة لفترة زمنية محددة مقابل استثمار مبلغ مالي كبير في البلد المضيف. وعلى الرغم من أن برامج الإقامة تسمح للمستثمرين بالعيش والعمل في الدولة، إلا أن كثر يتساءلون عما إذا كانت هذه البرامج تخولهم الحصول على الجنسية، لذلك، سنجيب في هذا المقال عن تلك الاستفسارات.

صحيح أن الإقامة، التي يشار إليها “بالتأشيرة الذهبية” في بعض البلدان، تسمح للأشخاص بدخول البلاد في أي وقت، وشراء العقارات، والحصول على التأمين الصحي، وتسجيل الأطفال في المدارس، إلا أنها لا تمنحهم الجنسية تلقائيًا. ولكن، توفر بعض البرامج طريقًا سلسلًا للحصول على الجنسية، وإن تتطلب ذلك أوراق إضافية وفترة انتظار أطول.

بالطبع، لكل دولة قوانينها وتشريعاتها الخاصة المتعلقة بمنح الجنسية بعد الحصول على الإقامة عن طريق الاستثمار. وفي حين لا تزال بعض الدول، مثل مالطا، تمنح الجنسية عن طريق الاستثمار، عمدت دول أخرى، مثل قبرص، إلى استبدال برامج الجنسية ببرامج الإقامة الدائمة التي قد تخول حامليها الحصول على الجنسية. وفي ما يلي، سنسلط الضوء على متطلبات وقيود كل برنامج.

هل يمكن للمستثمرين الحصول على الجنسية اليونانية مباشرة؟

لا يمكن للمستثمرين الحصول على الجنسية اليونانية عن طريق الاستثمار بطريقة مباشرة، ولكن يتاح للأفراد الذين يستثمرون ما بين 250 ألف و500 ألف يورو كحد أدنى في العقارات في اليونان الحصول على إقامة في اليونان. بعدها يتاح لحاملي تأشيرة الإقامة اليونانية التأهل للحصول على الجنسية في نهاية سبع سنوات[1]، بشرط أن يستوفوا جميع المعايير المطلوبة. يجب على حاملي التأشيرة الذهبية العيش في اليونان لمدة لا تقل عن سبع سنوات، ودفع جميع الضرائب المتوجبة عليهم خلال هذه الفترة، واجتياز اختبار اللغة اليونانية، وينبغي أن يكون لديهم اهتمام حقيقي أو ارتباط باليونان وثقافتها[2].

ومن الجدير بالذكر أنه لا يتوجب على المستثمرين العيش في اليونان للحفاظ على الإقامة، ولكن في حال أرادوا التقدم بطلب الحصول على الجنسية، يتعين عليهم العيش في اليونان معظم أيام السنة. وبعد استيفاء جميع المتطلبات، تصدر الحكومة اليونانية بطاقات التأشيرة الذهبية اليونانية الصالحة لمدة خمس سنوات لأول مرة، ويتعين على المستثمرين تجديد تصريح الإقامة كل خمس سنوات، مع شرط الاحتفاظ بالعقار.

كيف أحصل على الجنسية القبرصية؟

في وقت ألغت فيه الحكومة القبرصية برنامج الجنسية عن طريق الاستثمار، أدخلت وزارة الداخلية في قبرص برنامج التأشيرة الذهبية القبرصية عن طريق الاستثمار بناءً على اللائحة 6 (2) من أنظمة الأجانب والهجرة، حيث يمنح بموجبه المستثمرون المؤهلون وعائلاتهم الإقامة الدائمة مع إمكانية الحصول على الجنسية القبرصية بعد الإقامة في البلاد بشكل قانوني لمدة 7 أو 5 سنوات[3] اعتمادًا على حالة إقامتهم قبل تقديم الطلب، والإقامة بشكل قانوني ومستمر خلال السنة السابقة لتقديم الطلب.

ينبغي على مقدم الطلب تقديم الأوراق والمستندات اللازمة، وتوقيعها من قبل المحكمة في قبرص. بعد الحصول على الجنسية القبرصية يمكن تقديم طلب للحصول على بطاقة الهوية وجواز السفر. وتجدر الإشارة إلى أنه للحصول على التأشيرة الذهبية لقبرص، يتعين على المتقدمين استثمار ما لا يقل عن 300 ألف يورو في العقارات أو في الأعمال التجارية[4].

هل التأشيرة الذهبية لإسبانيا هي الطريق المباشر للحصول على الجنسية؟

يمنح برنامج التأشيرة الذهبية لإسبانيا المستثمرين حق الإقامة في إسبانيا مقابل الاستثمار في البلاد، إما عبر شراء عقار سكني أو تجاري بقيمة لا تقل عن 500 ألف يورو، أو عن طريق استثمار 2 مليون يورو في سندات الدين العام الإسبانية، أو مليون يورو في أسهم الشركات الإسبانية، أو مليون يورو في صناديق الاستثمار أو الودائع المصرفية. وتعتبر التأشيرة الذهبية الأولية صالحة لمدة عام واحد[5].

التأشيرة الذهبية الإسبانية ليست مسارًا مباشرًا للحصول على الجنسية، ولكن، في حال قرر حامل التأشيرة الذهبية العيش في إسبانيا، فقد يكون مؤهلاً للحصول على الجنسية بعد 10 سنوات. ويمكن للمقيمين عن طريق الاستثمار الحصول على الإقامة الدائمة بعد خمس سنوات من الإقامة المتواصلة في إسبانيا وبعدها الحصول على الجنسية الإسبانية. من أجل التمكن من تمديد تصريح الإقامة، يجب أن يكون لدى المتقدمين إقامة أولية مدتها 3 سنوات، قابلة للتجديد لمدة خمس سنوات عند الطلب، بشرط الحفاظ على الحد الأدنى من الاستثمار في إسبانيا. ومع ذلك، هناك معايير معينة يجب استيفاؤها للحصول على الجنسية في الدولة، مثل التخلي عن جنسيتك الأصلية.

أهمية العناية الواجبة

يعتبر الحصول على الجنسية من خلال الإقامة عن طريق الاستثمار إجراء معقدًا يستلزم في كثير من الأحيان التحقق من خلفية مقدم الطلب وتاريخه المالي وسجله الجنائي، بالإضافة إلى إجراء المقابلات، والتحقيقات من قبل مسؤولي الهجرة، وذلك بهدف التأكد من أن الأشخاص المتقدمين للحصول على الجنسية صادقون بشأن التزامهم تجاه الدولة المضيفة وقد قاموا بتحسين مجتمعها واقتصادها. يساعد هذا التدقيق الشامل في تحديد أي مخاطر محتملة، مثل النشاط غير المشروع أو غسيل الأموال أو الجريمة المنظمة. لا يمكن إغفال أهمية العناية الواجبة، لأنها حجر الأساس لنظام قوي وجدير بالثقة للجنسية والإقامة عن طريق الاستثمار. ومن خلال تنفيذ إجراءات العناية الواجبة الصارمة، يمكن للبلدان ضمان الحصول على المستثمرين المناسبين الذي يستحقون حقوق الإقامة أو الجنسية.

[1] https://www.law-services.gr/wp-content/uploads/2023/01/Golden-Visa-in-Greece%E2%80%93Residence-by-Investment.pdf

[2] https://migration.gov.gr/en/golden-visa/

[3] https://www.moi.gov.cy/moi/CRMD/crmd.nsf/duetoyears_en/duetoyears_en?OpenDocument

[4] https://www.moi.gov.cy/moi/CRMD/crmd.nsf/immigrationpfi_en/immigrationpfi_en?OpenDocument

[5] https://www.exteriores.gob.es/Consulados/londres/en/ServiciosConsulares/Paginas/Consular/Visado-de-inversor.aspx